اعتراف الاسلام بالديانات الاخرى

يعتقد كثير من عامة المسلمين وبطريقة ساذجة أن الاسلام(الدين الذي جاء به رسول الله
محمد صلى الله عليه واله)قد نسخ والغى كل الديانات السماوية السابقة وكفر أتباعها
وقد تجد ما يدعم هذا الاعتقاد في بطون الكتب وفي اوساط
المتعلمين ايضا
ولكنك اذا قرأت كتابا واحدا فستجد فيه ان الامر مختلف وان
الاسلام قد اعترف بالاديان السماوية وصدقها وأقر التعبد بها
ودعا الى التعايش معها والاختلاط باتباعها وأكل طعام اتباعها
والزواج منهم والتقريب بين ديننا ودينهم وفصل بينهم وبين
اتباع الديانات الاخرى من الكفار
وهذا الكتاب هو كتاب الله القرآن الكريم
وأنت لا تجد القرآن يكفر اصحاب الديانات السماوية ابدا
ولكنه يكفر اصحاب بعض الممارسات ممن يُحسبون على
تلك الديانات
وقد يتمسك البعض ببعض الايات دون روية ودون تفكر
كقوله تعالى
(ومن يبتغِ غير الاسلام دينا فلن يُقبل منه)
وأنت اذا تتبعت الاصطلاح القرآني فستجد ان اكثر
المواضع التي استعملت فيها هذه المادة(اسلم وما اشتق عنها)
كان المقصود بها عموم الايمان بالله واليوم الاخر او كان
المقصود بها عقيدة التوحيد وملة إبراهيم عليه السلام مؤسس
الدين الاسلامي
كنت قبلُ اتسائل
كيف يقر الاسلام بدين من ينكر نبوة نبينا
ولكنني وجدت الجواب وكان مدهشا
الاسلام لم يقر بدين من يصرح بانكار نبوة نبينا أبدا
وليس كل اتباع الاديان السماوية يصرحون بذلك
بل منهم من يعاملك باحترام ويقر بنبوة رسول الله ولكنه
يريد البقاء على منهجه المسيحي
وهذا النوع في نظر الاسلام الشمولي يصبح مسلما من حيث
المبدأ ويحافظ على موروثه المسيحي من حيث الشكل
وانا التقيت بكثير من الناس من هذا النوع
والاعتراف الاسلامي بالاديان السماوية اعتراف
من حيث المبدأ حتى لو لم تجد له مصداقا على الارض. وبعبارة
أخرى الاسلام يقر بالدين المسيحي او اليهودي الذي أنزله على
نبيه عيسى او نبيه موسى ويبرء ذمة من اتبع ذلك الدين
وهذا الاقرار باق حتى لو لم يبق شخص واحد يتبع الدين
المسيحي الحق وضلال الاتباع لا يقدح بالدين نفسه
انا التقيت بكثير من المسيحين ممن يتملص من بعض العقائد
التكفيرية مثل اعتبار عيسى ابن الله او ان الله ثالث ثلاثة
ويتبرؤون منها ويفسرون هذه العبارات تفسيرات مقبولة جدا

واليكم بعض امهات النصوص في هذا الموضوع
قال تعالى

(ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم
الاخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليه ولاهم يحزنون)
قد تحمل الاية على ان المقصود منها من سلف من هؤلاء الاقوام
ولكنك لا تجد في الاية ما يقيدها بهذا المعنى
وقال تعالى
(ان الدين عند الله الاسلام)
وانا اقطع ان الدين عند الله كان وما زال الاسلام حتى
قبل خلق آدم عليه السلام
والمقصود بالاسلام عموم الايمان بالله وليس المقصود
به الرسالة المحمدية خاصة على صاحبها افضل الصلاة والسلام

وقال تعالى
(قل يا أهل الكتاب ِلمَ تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون)
اذاً من كفر بآيات الله فهو كافر
وهذه ممارسة كفرية يكفر فاعلها حتى لو كان من أهل القرآن
فضلا عن أهل الكتاب وليس المقصود بأهل الكتاب جميع اتباع
الديانة المسيحية واليهودية والصابئية لان هؤلاء لم يكفروا بآيات
الله مجتمعين وأحسب الخطاب موجه الى رؤوسهم

وقال تعالى
(قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا)
ولو فرضنا ان مسيحيا او يهوديا وافق على هذه الكلمة السواء
واقر الا يعبد الا الله ولا يتخذ غيره ربا ولكنه يريد ان يتبع
عيسى ويحافظ على طقوسه التي ورثها فما هو حكمه
هل نقول له لالالا نحن نمزح ولن نقبل منك هذا حتى تتبع
ملتنا بكل تفاصيلها

انتظر اضافاتكم والموضوع للنقاش لنصل به الى الحقيقة
وهذه وجهة نظر مني قد تكون غير صحيحة فأعينوني بآرائكم